الشيخ يونس Admin
عدد المساهمات : 1243 تاريخ التسجيل : 24/04/2012
| موضوع: كيف تُصْبِحَ مُعَبِّراً السبت يوليو 21, 2012 10:06 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على اشرف الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد
كيف تُصْبِحَ مُعَبِّراً
الدرس الاول:
ما يراه النائم هو واحد من ثلاثة : -1-رؤيا صادقة صالحة و هي تحديث الملك -2- حلم من الشيطان و هي تحديث الشيطان -3- تحديث نفس و هي تحديث الانسان نفسه
و لذا ما يراه النائم يحتمل وجها من الوجوه الثلاثة و ربما تأتلف و تجتمع في زمن و مكان واحد.. فاحيانا يكون ما يراه النائم هو عبارة عن رؤيا و حلم و تحديث نفس و لمن قلّت خبرته يظنها اضغاث احلام فيرمي بها عرض الحائط لجهله و عدم توفيقه.... و ان كان ذلك كذلك فمن باب اولى ان يجتمع لدى النائم وجهان من وجوه المرئي: فيصبح عندنا سبعة انواع: 1- رؤيا صادقة 2- رؤيا صادقة مع حلم 3- رؤيا صادقة مع تحديث نفس 4- لرؤيا صادقة مع حلم مع تحديث نفس 5- حلم 6- حلم و تحديث نفس 7- تحديث نفس
شروط الرؤيا الصادقة: 1- ان تكون بعيدة عن خيال الرائي و بما يراه يقظة و الا فهي في الغالب تحديث نفس... 2- ان تكون قليلة الالفاظ 3- ان تكون مدّتها قصيرة اثناء النوم 4- عدم نسيانها 5- ان تَحْمِل بشارة او نذارة
الدرس الثاني :
فالمعبّرون قسمان, قسم لا يحتاج الى سؤال و لا استفسار حيث جوابه خبرا و انشاءً و هذا ينحصر مع الانبياء و المرسلون فيُوحى اليهم تعبيرا كما يوحى اليهم تشريعا.... وهذا الامر اي تعبير المنامات يُعدّ من الامور الدينيّة حيث جزء من اجزاء النبوة و الامور نوعان منها دنيويّ و اخرى اخرويّ و اولاهما تدور ضمن اطار (اهل مكة ادرى بشعابها) و ( انتم اعلم بامور دنياكم) الحديثان و لذا كان صلى الله عليه و سلم يقوم بمشورة اصحابه في امور الاولى العاجلة كمشورة سليمان بحفر الخندق.... بينما لم نجده صلى الله عليه و سلم يرمي معالم التعبير الى اصحابه ليقوموا هم بواجب المعبّر الفطن حيث التعبير و التبليغ بينهما خصوص و عموم فالتبليغ يشمل التعبير و التعبير من التشريع و لذا مردّه الى (الله اعلم) عند تبعيّة الرسل و الانبياء و هم الصحبة....
و القسم الثاني من المعبّرين هم من رُفعت عنهم العُصْمَة امثال الصحابة و التابعين و تابع تابعيهم الى يومنا هذا.... فجميع الشمل يدور في تعبيره بين الخطأ و الصواب ثم الصواب على مراتب منه بمعنى اليقين و آخر بمعنى الظن الراجح فالاول لا يُدرك الا بشيئين اثنيين:
1- ان يكون المعبّر نبيا او رسولا. 2- ان تقع الرؤيا على وفق قول المعبّر
و الثاني موضع اجتهاد فمتى غلب جانب الظنّ عند المعبّر فيُفصح بما آتاه الله من علم و يردف عقب ذلك بقوله ( الله اعلم) و بين الخطأ و الصواب تأتي مرتبتين احداهما بمعنى الشك و الاخرى بمعنى الظن المرجوح...... و الشكّ مما يستدعي المعبّر ان يستكثر من الاسئلة ليصل بالرائي الى برّ الامان و بعدها اما ان تبقى رؤياه في موطنها الظنّ و عندها نتلفظ قلبا (رب زدني علما) و قالبا ( و ما اوتيت من العلم الا قليلا). و آخرها انواع الرؤيا هي ما ترجّح جانب الظن الى الاسفل بحيث اصبح التعبير يحتمل ظنا مرجوحا فيُطرح التعبير فَيَسْلَم الرائي و المعبّر....
اذا اصبح التعبير على النحو التالي:
1-تعبير يقينيّ 2-تعبير ظنننّي راجح 3-تعبير شكيّ 4-تعبير ظنّي مرجوح
و بناء على هذا يختلف المعبّر عن اقرانه و امثاله من المعبّرين بما يطرحه امام الرائي سائلا... فمنهم من يستكثر و منهم من يستقلّ و من اهمّ من يستلزم الرائي ان يعرفه هو التالي:
1- نوع الرائي ذكر كان او انثى او مشكّل و خنثى.... فتختلف طبيعة الانثى عن الذكر من حيث المرئيّ و متاع الدنيا و تكاليفها و ما هنالك من امور.... فالذّهب يُحمد للنساء و يُكره على الرجال و كذلك لباس الحمرة و غيرهما.....
2- معرفة عمر الرائي مناما و يقظة.... و لولا هذا لضاعت مفاهيم كثيرة حيث الصبيّ دون البلوغ لا تتأتى رؤياه على نحو من بلغ من شاب و تَكَهّْل و رُدَّ الى ارذل العمر... فرؤيا العجوز الصالح مركبا مريحا و طائرة سريعة دُلّت على موته و جنّته بيد الشاب مرحلة جديدة في حياته و حسنة .... و رؤية العجوز اسنانه المناثرة مجتمعة ليس كمن رآها من الشباب و زد على ذلك ممن هو دون البلوغ.....
3- معرفة وضع الرائي الاجتماعية و الصحيّة بشتّى اشكالهما و مختلف الوانهما... فرؤيا العازب ليست كرؤيا المتزوج و كذلك من وهبه الله ذريّة ليس كمن كان في عزلة عنها و المريض غير الصحيح.... لان في الغالب رؤيا العازب تتمحور حول الزواج و الخطوبة و مقدماتهما.... بينما رؤيا المتزوج تتركذ حول الحياة السعيدة و الطلاق و النسل... و هذا الاخير ينشق الى شقين فمن شملته هبة الله تعالى [ لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور . أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير . ( الشورى 49 ،50 )] ليس كمن قُدر ان لا يكون له ولد صالح يدعو له بعد مماته.... كما ان المريض تكون رؤياه تدور حول المرض و نوعه و زمن الشفاء و نوع العلاج و هكذا بيد الصحيح السليم في غُنية عن مثل هذه الانواع فغالبا ما يراه يتعلق بعمل او مشروع و هلمّا جرّا.... فوضع المياه في البئر للعازب زوجة او زنى و للمتزوج اخرى او شهوة بينما سحب المياه للعازب عجز و ضعف و للمتزوج طلاق و خصومة.... و هذا ليس على اطلاقه فالرؤيا تختلف باختلاف الرموز و المعالم...... و اكل اصفر اللون للمريض موت او طول مرضه و للصحيح مرض.... و قس على ذلك بقيّة الامور و علنا نعود اليها مقيدة وفق الكتاب و السنة ان شاء الله تعالى....
4- معرفة مهنة الرائي و نوعيتها فليس من اكل من عرق الجبين كمن تسوّل باليمين... و لذلك كان المركب العامل غير مركب العاطل عن العمل فمن رأى نفسه في طائرة ما فتلك وظيفة للموظّف اعلى و ارقى و للعاطل رزق او عمل....
5- معرفة عادات الرائي و هذا ضروري لتمييز الرؤيا عن حديث النفس فمن حدّث نفسه بامر ما رأه على شكل رؤيا و من اعتاد على لباس معين او شرب نوع فغالبا ما يراه على هيئته كما في اليقظة و لذا اننا نضرب امثال هذا و ذاك عرض الحائط....
6- معرفة دين الرائي اولا ثم مدى التزامه بذاك الدين.... فرؤيا الكافر ليست كرؤيا المسلم و رؤيا المسلم ليس كرؤيا المؤمن كما ان رؤيا الداعية ليست كرؤيا عامة الناس....
اذا الترتيب هو التالي:
1-رؤيا مسلم : 1- مؤمن 2-محسن 3- داعية 2- رؤيا كافر: 1- مؤمن بدينه 2- محسن بدينه 3- داعية لدينه
و الايمان عند المسلم من آمن باركان الايمان قولا و عملا و اعتقادا و المحسن من راقب الله تعالى في كل صغيرة و كبيرة.... و كذلك الامر بالنسبة للكافر..........
والله ولى التوفيق ولا تنسونا من صالح دعائكم
| |
|